بين الترفُّع والتنكيد: أين يقف المسلم من هوس الكرة؟
لست ممن يتابع الكرة هذه الأيام لدرجة إني أتفاجأ بخبر المباريات من المسجد (بطلب المصلين من الإمام التعجل بالصلاة من أجل المباراة) أو العمل.
ولست أشجع على تضييع الوقت بمتابعة المباريات وما زالت عند رأيي أنه ضررها أكثر من نفعها، من إحتفالات وتهور وإنفلات المشاعر غير تضييع الوقت وغيره مما يخفى على أحد.
لكن يا أخي الكريم، نحن في زمن الناس نفوسها مرهقة، وتبحث عن أي متنفس، وليس الأمر أنه هنالك ما هو فيه شرك أو كفر، إنما هو من لهو الناس وشيء منه مباح شرعا، وباقي المشاكل موجودة بغير الكرة حتى بالأعراس ووغيره من مظاهر الفرح، إن منَّ الله عليك “بالترفع” عن هذا فليس كل الناس على نفس المرتبة!
وأكاد اجزم انه من يحذر الناس ويحاول ينكد عليهم (مثل ذكر أمر الحرب، أو خطاب التسفيه، أو أو …) سيجد سرورا ولو خفيفا في نفسه إن فاز بلده، وسيجد شيء من الحرج لو خسر.
خلوا الناس تنبسط، وليس من الفقه إخراج الإنسان من طبائعه وحبه للهو والسلوك الاجتماعي الطبيعي الفطري بالتضامن، وينبغي التحذير فقط من مظاهر الإفراط ومراعاة حقوق الناس والطريق وغيره، وإستغلال “ما عمت به البلوى” بدلا من السير عكس التيار وبذل الجهود هباءا، في حين يمكن أن تبذل في أمور أنفع.
وللتذكير بحديث في البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: {كانَ الحَبَشُ يَلْعَبُونَ بحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا أنْظُرُ، فَما زِلْتُ أنْظُرُ حتَّى كُنْتُ أنَا أنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، تَسْمَعُ اللَّهْوَ.}
وبالتوفيق للمنتخب الأردني.
